لحظـــــــــــــة حـــــــــزن

بسم الله الرحمن الرحيم

لحظــة حــزن هيـ لحظـة قـد نعيشهـا قـد تنتابنـا لوهلـة و قـد تكـون هـي ملخـص حياتنـا
فهـل للحيـاة طعم أو لون من غيرهـا؟
فلا قيمـة للحياة دون حـزن و ألـم و تعـب لكـن حين تصير هذه اللحظـة هي ساعـات و الساعـات أيام
و تتراكـم الأيـام لتكـون حياتنـا اليوميـة فإذا الأسابيـع متشابهـة فهـل نستسلـم لها لحظـة الحـزن هـذه؟
فإن ظلمتكِ الحيـاة و استقرتِ الأحـزان و المشاكـل في أعمقـ أعماقـكِ
و الهمـوم قد حرقت آخـر فساتيـن فرحـكِ
و الأسـى و الجـرح قد حطّـم أشلاء أحلامكـِ
فهـل تستسلميـن لليأسـ مع أن الأمـل موجـود؟
حيـن يذبحـكِ احساس الوحـدة و تهجـركِ ابتسامـة الفرح و الرضـا
و يكسـو اليأس نظراتكِ الدائمـة و تستبد بك المعانـاة
فهـل تستسلميـن لليأسـ مع أن الأمـل موجـود؟
حيـن تعطيـن حبـكِ من غير شـروط و بلا حـدود
و يقابلـونكِ بالغـدر و الخـداع و الخيانة
و الطعنـات تلطـخ كل صفحـات حياتـكِ
فهـل تستسلميـن لليأسـ مع أن الأمـل موجـود؟
حين تتلفتيـن حولكِ تبحثيـن عـن ذاتكـِ
و عن من يسمـع افكاركِ و يفهـم أحساسيسـكِ و مشاعركِ و لا تجديـه
فتشعـرين أنكِ لسـت أنتِ
و أن الحياة التي تعيشينهـا ليست حياتكِ
فهـل تستسلميـن لليأسـ مع أن الأمـل موجـود؟
الحيـاة أكثـر بريقـاً و روعـة بأحزانهـا و بعيـون المتعبيـن
فمـا جمال الفـرح من دون ألـم و لحظـة حـزن .. و مـا بهجـة النجـاح مـن دون فشـل و محاولـة أخـرى
و ما فائـدة الوصـول للعلـى من دون سهـر
و مـن هنا يعلو أمامكِ غاليتـي هذا السؤالـ :
فما هو تصرفنا حيال الألم و الحزن الذين قد يقضون مضجعنا و يعكرون صفو حياتنا
هل نجلس مطأطأي الرأس .. مستسلمين للألم و اليأس .. هالكون مع أننا على قيد الحياة؟
أم نبقى صامدين في وجه الرياح العاتية و الأحزان التي رسمت على جدراننا و ستائر نوافذنا ؟
هـذه هـي نعمة التحمـل و الصبـر .... فالنـار ان لم تحرقنـا فهي تثقلنـا و تقوينـا
كما تحرق النـار المعـادن الأصيلـة فتجعلهـا اكثر نقـاءاً من الشوائبـ
..
و أنـتِ أختـي في عيوننـا كالماسـة اللامعـة المثقولـة ... قويـة و براقـة
فالحـزن ليس هو سـوى أداة للانسـان لتساعده في مواجهـة الحيـاة القاسيـة .. فتجعـل منه انسان يفكـر بطريقـة اخرى أصفـى و أنقـى
و مـن هنا تنبثـق السعـادة الحقيقيـة ... حين نصبـح اكثر نقاءاً و نضجـاً و تسامحـاً مع الناسـ
لأننـا سنشعـر بألمهـم و بالتالـي ستكونيـن أكثـر سعادةً و الاهـم من هذا أكثـر انسانيـة
فـلا تحزنـي ان تعثرتـي بيـوم و وقعتي فـي حفرة ظننتـي انها كبيـرة ... لا تستطيعيـن الخروج منهـا
لأن الله معـكِ و سيخرجكِ منها و ستكونيـن أكثر قـوة و إيمـان و تماسـك
لا تنتظـري شخصـاً قد خانكِ أو خذل آمالـك
بل دوماً كونـي في انتظـار وميـض فجرٍ جديـد قد يدخـل السعـادة و البهجـة لقلبـكِ
فكمـا يقولـون الوقوف الطويـل على الأطـلال ... قد لا يكـون لصالحنا خصوصاً حين تسكـن الاطـلال الماضية
تلـك الخفافيش و الاشبـاح
بل ابحثـي دومـاً عن مكانٍ جديد مهما كان صغير ... يسكنـه عصفـور متسللٌ وراء الافـق مع شعـاع ضوء صبـاحٍ جديـد
والله المستعان